هنا دمشق ... هنا الذبح من الوريد للوريد ... هنا التناقض الذي بات عنوان المرحلة وخربشة الموازيين ... هنا المحاولة المستحيلة لخلق التوزانات العقلية وفهم ما يمكن فهمه من خلال المعادلة الوجودية للواقع السوري الراهن ... هنا حماة الديار (الجيش السوري النظامي) الذي ينتشر بكل بقاع الاراضي السورية ويخوض المعارك الشرسة مع (اعداءه) في محاولة منه لإستعادة زمام مباردة الحكم على كامل التراب السوري وهنا جعجعة الكلام والمقاومة اللفظية والممانعة التي اصبحت شعارا فارغا من مضمونه ... هنا الفعل المدروس من قبل قمة الهرم السلطوي في دمشق وسياسة ضبط النفس تسيطر على الموقف ... هنا وفي سماء دمشق تستبيح المقاتلات الاسرائيلية كل اشكال الممنوعات وتقصف وتقتل وتعود الى قواعدها سالمة والانتقام من قبل النظام حتما سيكون باتجاه حمص وحلب ....
هنا دمشق التي تأن وتستدعي التاريخ وموروث ابجديات المنطق بضرورة التصدي لكل اشكال الخراب والتخريب ... هنا فخامة السيد القاتل يقف على اعتاب المرحلة للدفاع عن كينونته في استمراره بالسلطة وان دُمرت دمشق وروابيها وتغيرت معالمها فوفقا لمعتقداته هو سوريا وسوريا ملكا حصريا له ولعائلتله ....
هنا عنتريات تحاول ان تزاود على المعاناة والمأساة المرادف الطبيعي لسوريا الأن ... وهنا من يدعو لإبادة الشعب كل الشعب لبقاء النظام والبشرى ان بشار ما زال يتجول ويجول في عاصمة القتل بامتياز اليوم ...
هنا الغارة تلو الاخرى من قبل مقاتلات تل ابيب وسياسة ضبط النفس والسيطرة على الموقف هي التي تتصدر عناوين نشرات فضائية متناقضة حتى بتبرير وتحليل حقيقة الغارة وحقيقتها وطبيعتها مع العلم ان الغارة بالنهاية هي غارة جوية من قبل مقاتلات اسرائيلية اسقطت من اسقطت من قتلى واوقعت جرحى ودكت وخرت وروعت وكان لها ما كان من اهداف استراتيجية كانت او تكتيتكية ....
هنا بيانات تحاول ان تقول ارأيتم كم هو بشار عروبي ووطني يشكل رأس الحربة في مواجهة المخطط الاسرائيلي الامريكي وتلك البيانات قفزت وتقفز عن مأسأة الوقائع السورية ذاتها ...
هنا التهليل الاحمق للمقاتلات الاسرائيلية بعد ان صدرت الفتوى من شيخ مشايخ علماء السلاطين الذي استجدى ومازال يستجدي التدخل الاجنبي وكل ما فعلته مقاتلات تل ابيب هو انها لبت واستجابت لنداء الشيخ الجليل ....
هنا دمشق حيث تصفية الحسابات من بين معاوية والحسين وان كان للتاريخ من كلمة في هذا السياق فهو تأجيج الفتن وان كانت المسميات مختلفة ومتذرعة باشتى الاشكال ... هنا دمشق التي كشفت عن اللثام واتضح بعدها كل شي حيث ان ما فعلته جماهير سوريا ومنذ البدايات انها فجّرت القيح المتراكم في الدّمل السوري ,وأن سوريا لم ولن تعود كما كانت. في نظر العالم صار هناك سوريّتان ... سوريا المزرعة بإدارة آل الأسد المُباعة لنظام الملالي، وسوريا الواقفة على أبواب الاحتمالات الكثيرة.
هنا دمشق التي تُركت فريسة مباحة تثير شهية كل القوى التي تسعى نحو مصالحها الخاصة ولترسم سوريا بالطريقة التي تؤمن لها ما تريد.. وهنا التقاتل والتصالح ما بين القوى الكبرى والعظمي لضمان الحصص في مشاريع التبعية نحو الغرب او قد يكون نحو الشرق والشمال يستعد لنيل حصته الكبرى ....
هنا دمشق حيث ان نظامها الحاكم بامره وبموروثه التاريخي ووفقا لما نشهده وتشهده المرحلة قد عجز ويعجز عن حماية البلاد والعباد من ("العصابات المسلحة" و"الإرهابيين") الذين يدخلون ويخرجون من كل الحدود، ويعجز عن حماية مطاراته ومقاره الأمنية، ويعجز حتى عن حماية مراقد ال البيت ... ويعجز عن حماية جوّه من الهجمات الإسرائيلية.. ويعجز عن حماية القرى التي يسكنها لبنانيون في ريف حمص، فيحتاج لأن تتدخل المقاومة اللنانية حزب الله فالسؤال المنطقي الذي يفرض نفسه قسرا وارغاما ما هو مبرر وجوده بالنسبة لمؤيديه ...؟؟
هنا دمشق الباكية الشاكية تحاول ان تصمد في وجة الة القتل والتدمير بصرف النظر عن الشعار المرسوم على المقاتلات أكانت سداسية النجمة او تلك التي تنظق بالفارسية او من تحاول ان تحاكي اللغة العربية .... وقواعد اللعبة بطريقها للإختلاف والتغيير احد سمات قوانينها ...
هنا سيادة دمشق والاعتداء عليها صار المباح في عصر الرويبضات القتلة .... والسيادة حصريا لجموع الفقراء الذين حاولوا ان يقولوا كلمتهم وان كانت كلماتهم قد اضحت في مهب الريح وتلعثمت كل الشفاة الناطقة باسمهم وارتمت باحضان من يحاولون اعتلاء منصات ليست منصاتهم .
هنا الطغاة يحاولون ان يستثمروا قصف دمشق واريافها لإثبات نظرية المؤامرة على النظام ولطالما ان النظام متماسك والفضائيات تتسابق على السبق الصحافي وتثبت انه ما زال قائما وثمة اقرارا بوجوده بالتالي ووفقا لمعاييرهم فسوريا بالف خير ..
يا سادة التبطيل والتزمير للنظام ... وياسادة التبطيل والتزمير لسادة امراء الخليج مهلا .. انتظروا القول الفصل كما هي عادتكم الذي حتما سياتي من رعاة المنطقة الجدد وبعد تلاشي الثقل العربي واصبح معدوم التأثير والأثر والتأثير ... والاتفاق واجب وضروري لتقسيم النفوذ وللتقاسم الوظيفي للمنطقة ما بين الدول العظمى الان على الساحة (اسرائيل العظمى وايران الكبرى وتركيا الصاعدة والمؤثرة .....)
والبشرى من بشار تأتي مضحكة مرة اخرى بالرد العنيف على استهداف روابي سوريا بالسماح للفصائل الفلسطينية باختراق الحدود والتجارة رائجة باستثمار المواقف في اسواق النخاسة في هذه المرحلة .....
هل أعجبك الموضوع ؟
مواضيع مشابهة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق